مقــدمــة
الترجمة هي نقل معاني نص من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة الدقة وأسلوب اللغة، ويتطلب ذلك فهم النص الأصلي والتعبير عن المحتوى والأسلوب بلغة أخرى. وهي عملية مهمة نحتاج إليها لنقل المعلومات بين اللغات، ومن أجل تحقيق التواصل والتفاهم بين الناس. وفي وقتنا الحاضر، قد تطورت طريقتنا في التعامل مع الترجمة من الأسلوب التقليدي إلى الأسلوب التقني الذي يعتمد على الآلة الإلكترونية والحاسوب.
الترجمة هي نقل معاني نص من لغة إلى لغة أخرى مع مراعاة الدقة وأسلوب اللغة، ويتطلب ذلك فهم النص الأصلي والتعبير عن المحتوى والأسلوب بلغة أخرى. وهي عملية مهمة نحتاج إليها لنقل المعلومات بين اللغات، ومن أجل تحقيق التواصل والتفاهم بين الناس. وفي وقتنا الحاضر، قد تطورت طريقتنا في التعامل مع الترجمة من الأسلوب التقليدي إلى الأسلوب التقني الذي يعتمد على الآلة الإلكترونية والحاسوب.
مفهـوم الترجمة الآليـــة
الترجمة الآلية هي استخدام برامج الحاسوب لترجمة نص بلغة بشرية ما إلى لغة بشرية أخرى.
نظام الترجمة الآلية هو عبارة عن مجموعة برامج حاسوبية مترابطة ومتكاملة تستقبل النص المراد ترجمته وتعالجه وفقا لمنهجية معينة ثم تنتج نصا مترجما باللغة الأخرى. لجأ الناس إلى الحاسوب والآلة لإنجاز أعمالهم المتعلقة بالترجمة وذلك لسرعتها الفائقة. فالحاسوب يمكن أن يترجم بسرعة تتفاوت بين ثلاثة آلاف كلمة إلى أضعاف ذلك في الساعة الواحدة، بينما لا يستطيع العقل البشري أن يفعل كذلك. والترجمة الآلية لديها القدرة على حفظ النصوص المترجمة في ذاكرتها لإعادة استخدامها في ترجمة نصوص أخرى مماثلة لها أو متشابهة. وكما عرفنا، أن الحاسوب يعطينا ما نعطيه أولا، حيث أنه يعطينا ما سجلناه في ذاكرته. ومن ثم، كلما كان التحليل اللغوي وكانت القواعد اللغوية المقدمة للحاسوب والمخزونة في ذاكرته دقيقة، أدى ذلك إلى ترجمات أقرب إلى الصواب.
نــشــأة الترجـمة الآليـــة
تذكر المصادر المختلفة أن الترجمة الآلية نشأت في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان أول من تحدث رسميا عن إمكانية استخدام الحاسوب في الترجمة هو العالم الأمريكي وارين ويفر Warren Weaver ، الذي كان نائبا لرئيس مؤسسة روكفلر التي كانت تمول مشروعات تطوير الحاسوب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعلن ويفر عن فكرة استخدام الحاسوب في الترجمة، ووضح آفاق الترجمة الآلية، والطرق المختلفة لبناء نظم الترجمة الآلية، والنظريات المتعلقة بالترجمة.
ثم بدأت الدراسات والبحوث في مجال الترجمة الآلية في عدد من الجامعات والمراكز العلمية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إضافة إلى الاتحاد السوفياتي الذي بدأ تجارب الترجمة الآلية في عام 1955م، ﻣﻦ ﺍلإنجليزية إلى ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ في ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴات (ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺱ ﻗﺎﻣﻮﺱ يحوي 2300 كلمة).
وبعد عشرة أعوام من التجربة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، تم تشكيل اللجنة الاستشارية لمعالجة اللغات آليا في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أمريكا في عام 1963م، حيث كلفت بدراسة قضية الترجمة الآلية وإمكاناتها وتكلفاتها ونتائجها في الولايات المتحدة، إضافة إلى تكاليف تحرير النصوص المترجمة. وفي عام 1966م، أصدرت اللجنة الاستشارية تقريرا سلبيا عن مشروع الترجمة الآلية، حيث قررت وضع نهاية لجميع بحوث الترجمة الآلية في الولايات المتحدة وفي غيرها من البلدان الأخرى.
وفي نهاية الثمانينات، بدأ ظهور نظم حاسوبية جديدة ومتطورة، منها نظم pc translator من شركة linguistic في تكساس، ونظام power translator متعدد اللغات. ومع مرور السنوات تم إنتاج نظم للعديد من ثنائيات اللغات وتسويقها بنجاح. ومنذ عام 1990م، عادت الترجمة الآلية لتحظى باهتمام الباحثين والمتخصصين في الترجمة الآلية من جديد.
ومع تطور الأبحاث المقدمة في مجال الترجمة الآلية تمكنت بعض الشركات الخاصة من الوصول إلى عدد كبير من المستخدمين للترجمة الآلية وبطرق أكثر تنوعا، منها شبكات الإنترنيت، ومحطات العمل، والحواسيب الشخصية. وتعد شركة سيستران Systran من الشركات الرائدة في هذا المجال بعد تثبيتها نظام (منتيل) الفرنسي. ومنذ ذلك الحين، حظيت أبحاث الترجمة الآلية بدعم من بعض الشركات العالمية مثل فيليبس في هولندا، وسيمنز في ميونيخ. وفي اليابان، ساهمت جميع شركات الإلكترونيات الكبرى تقريبا في تطوير برامج الترجمة الآلية أن تحصل مجددا على الدعم المادي من القطاع العام، وخاصة الأبحاث المتعلقة بالترجمة المنطوقة.
وفي الوقت الراهن، توفر كل من جوجل Google، ومايكروسوفت Microsoft ، صفحة على الإنترنت للترجمة، وتعمل جوجل على تطوير نظام لترجمة الأحاديث الجارية على الأجهزة العاملة وفق نظام أندرويد، وكشفت شركة NTT DoCoMo اليابانية للاتصالات مؤخرا عن جهاز هاتفي يتولى الترجمة الصوتية، على أن Microsoft Research أقدمت على خطوة جعلتها تتقدم على الشركات اللأخرى بأن عرضت النسخة الأخيرة من تكنولوجيا ترجمة الكلام الشفهي.
نظم الترجـمة الآليـة (Machine Translation Systems) وأنـواعها
يمكن تقسيم نظم الترجمة الآلية وفقا للطرق العامة والخاصة المستخدمة في بنائها إلى فرعين رئيسين :
أ- نظم الترجمة الآلية القائمة على قواعد لغوية (Rule-Based MT Systems)
وهي نظم الترجمة الآلية التي تعتمد على أي قاعدة لغوية مبرمجة سواء أكانت هذه القواعد قواعد معجمية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، وتتفرع إلى ثلاثة أنواع :
1. نظم الترجمة الآلية المباشرة : وهي النظم الأولية والبدائية للترجمة الآلية، فقد كانت الترجمة الآلية في بواكيرها تعتمد بشكل أساسي على منهج الترجمة المباشرة. والمراد بالترجمة المباشرة هو: استبدال مفردة بأخرى من قاموس ثنائي اللغة الخاص بالنظام. وتشمل عملية الترجمة المباشرة ثلاث مراحل متتابعة، وهي: التحليل الصرفي، والمقارنة المعجمية، إعادة ترتيب الكلمات في اللغة الهدف.
2. نظم الترجمة الآلية المعتمدة على اللغة الوسيطة : تفترض هذه الطريقة أن يتم نقل النص الأصلي إلى إلى اللغة الهدف بشكل غير مباشر عن طريق تمثيل وسيط، وقد يكون تمثيلا لمعنى النص الأصلي أو تمثيلا للتركيب النحوي له، وتتم الترجمة عندئذ على مرحلتين :
- تحليل النص الأصلي ونقله إلى بنى ونماذج ممثلة في اللغة الوسيطة.
- توليد النص في اللغة الهدف من النماذج الوسيطة الممثلة للغة المصدر.
وتعتبر هذه الطريقة حلاً أفضل على المستوى النظري للتغلب على مشكلات طريقة الترجمة المباشرة التي تعتمد على طريقة الترجمة كلمة بكلمة.
3. نظم الترجمة الآلية التحويلية : يعتمد هذا النطام على منهج النقل أو التحويل، وهو منهج يقوم على ثالث مراحل: التحليل، والتحويل، والتوليد باستخدام بنيتٌين وسيطتٌين لتمثيل مكونات الجمل لكلا النصين المصدر والهدف على حد سواء. وتتم عملية الترجمة حسب هذا المنهج على النحو الآتي :
- التحليل: تقوم نظم الترجمة الآلية بتحليل النص الأصلي وتفكيكه إلى مكونات الجملة الأساسية، ثم تقوم بتحويله إلى اللغة الوسيطة.
- يتم في هذه المرحلة تحويل اللغة الوسيطة المركبة من البنية الوسيطية للغة المصدر إلى بنية البنية الوسيطة المكافئة لها في اللغة الهدف.
- وفي المرحلة الأخيرة، يتم توليد النص النهائي من البنية الوسيطية للغة الهدف.
ووفقا لهذه الطريقة، فإن نظام الترجمة الآلية يعتمد على ثلاثة أنواع من المعاجم، وهي: معجم للغة المصدر، ومعجم للغة الهدف، ومعجم ثنائي اللغة للغة الوسيطة.
ب- نظم الترجمة الآلية القائمة على ذخيرة لغوية (Corpus-Based MT Systems)
يعتمد هذا المنهج على مجموعة كبيرة من ذخائر لغوية مترجمة، ويتم جمع هذه الذخيرة اللغوية من أعمال المترجمين المتمرسين أصحاب الخبرة الطويلة. وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تحتاج إلى أي قواعد لغوية في عملية الترجمة؛ لذلك تعتبر من أنجح الطرق وأسهلها في تصميم نظم الترجمة الآلية. وتشمل هذه الطريقة النظم الآتية:
1. نظم الترجمة الآلية المعتمدة على الأمثلة : وهي نظم مبنية على التناظر بين أزواج من الترجمات. وتعتمد الطريقة الخاصة القائمة
على الأمثلة على بناء قاعدة معلومات لنصوص متقابلة في لغتٌين أو أكثر سبق أن ترجمها مترجمون محترفون. وتشمل هذه النظم النصوص المتقابلة في حروفها وعلامات تنقيطها والمعلومات اللسانية الناجة عن عمليات التحليل الصرفية والقواعد اللغوية والدالالية لكل اللغات المعنية في النظام. ويقوم هذا النظام بالترجمة على أساس المحاكاة والقياس مع ما هو مخزن في قاعدة المعلومات من أمثلة النصوص المترجمة. ويمكن أن تخزن عينات كثًيرة من النماذج المترجمة بين عدد من اللغات المعينة، كما يمكن أن تغطي النماذج أيضا مجالات عديدة من العلوموالمعارف. وتستطيع مثل هذه النظم أن تقوم بتعميم جميع النصوص عند عملية الترجمة كما يمكن أن تقوم بالترجمة بين جميع اللغات المعنية. وتمر عملية الترجمة في هذا المنهج بمراحل ثلاثة :
- التطابق : يقوم نظام الترجمة الآلية بالبحث عن أمثلة مماثلة أو متشابهة في اللغة الهدف.
- التوافق : يختار النظام من بين الأمثلة ما يوافق النص الأصلي في اللغة الهدف.
- إعادة الترتيب : يقوم النظام برتتيب الكلمات والعبارات المترجمة، ومن ثم توليد النص في اللغة الهدف.
2. نظم الترجمة الآلية المعتمدة على الإحصائيات : ظهرت هذه الطريقة التي تعرف بالطريقة الإلحصائية من أجل تحسين أداء نظم الترجمة الآلية القائمة على الأمثلة. وتعتمد هذه الطريقة على جداول إحصائية لكل زوج من اللغات. وهذه الجداول تحتوي على احتمالات لترجمة حروف، وكلمات، وأشباه جمل، وجمل من اللغة المصدر وما يقابلها في اللغة الهدف. وتتم عملية الترجمة من خلال إحداث تقابلات بين مكونات النص المصدر والنص الهدف، وفي حالة وجود ازدواجية في المعاني يتم ترجيح المعنى الأكثر احتمالا في الجداول الإحصائية. ولعل أشهر النظم المعتمدة حاليا على هذه الطريقة نظام جوجل Google.
فهناك نظم متعددة للترجمة الآلية، منها :
- نظام سيستران (Systran (http://www.systranet.com/translate
- نظام جوجل ( Google (http://translate.google.com
- نظام Pc Translator
- ترجم! من شركة صخر (http://translate.sakhr.com/sakhr/MainView.aspx?lang=1)
- نظام المسبار (http://www.old.almisbar.com)
المشــــاكــل والحـــلــول
إن الترجمة الآلية بوضعها الحالي لا تزال قاصرة وهي بحاجة إلى جهود كثيرة من أجل الوصول إلى الترجمة الصحيحة والدقيقة، ولتبيان القصور الذي تعاني منه المترجمات الآلية المتوفرة، فقد أعطيت الجمل التالية إلى مترجم جوجل، فكانت النتائج كالآتي:
فعلى الرغم من ازدهار حركة الترجمة الآلية في عصرنا الراهن، وتطور البحوث العلمية في هذا المجال، فلا تزال نظم الترجمة الآلية بحاجة إلى تدخل الإنسان، إذ تبقى نتائج الترجمة الآلية التي لا يساعد الإنسان فيها الآلة في كثير من الحقول المعرفية غير مقبولة في دقتها ودرجة مفهوميتها، ولعل نستطيع أن نسعى إلى تحسين الترجمة الآلية (خصوصا المترجم الآلي العربي) من خلال الآتي:
المراجع
١ . مقدمة في الترجمة الآلية للحميدان.
٢ . البحث في "الترجمة الآلية" لريم
سعيد محمد الشهراني، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
٣ . "الترجمة الآلية بين النظامين الإحصائي والتحويلي: دراسة مقارنة بين (جوجل) و(عجيب) " لمجدي حاج إبراهيم و عائشة رابع محمد، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
٤ . "اللغة العربية والترجمة الآلية- المشاكل والحلول"، أ.د. محمد زكي خضر، الجامعة الأردنية.
٥ . http://www.cnet.com/news/microsofts-new-translation-tech-speaks-chinese-in-your-own-voice/
نــشــأة الترجـمة الآليـــة
تذكر المصادر المختلفة أن الترجمة الآلية نشأت في القرن التاسع عشر الميلادي، وكان أول من تحدث رسميا عن إمكانية استخدام الحاسوب في الترجمة هو العالم الأمريكي وارين ويفر Warren Weaver ، الذي كان نائبا لرئيس مؤسسة روكفلر التي كانت تمول مشروعات تطوير الحاسوب في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعلن ويفر عن فكرة استخدام الحاسوب في الترجمة، ووضح آفاق الترجمة الآلية، والطرق المختلفة لبناء نظم الترجمة الآلية، والنظريات المتعلقة بالترجمة.
![]() |
واريــــن ويــفــر |
ثم بدأت الدراسات والبحوث في مجال الترجمة الآلية في عدد من الجامعات والمراكز العلمية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إضافة إلى الاتحاد السوفياتي الذي بدأ تجارب الترجمة الآلية في عام 1955م، ﻣﻦ ﺍلإنجليزية إلى ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ في ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴات (ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺱ ﻗﺎﻣﻮﺱ يحوي 2300 كلمة).
وبعد عشرة أعوام من التجربة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، تم تشكيل اللجنة الاستشارية لمعالجة اللغات آليا في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أمريكا في عام 1963م، حيث كلفت بدراسة قضية الترجمة الآلية وإمكاناتها وتكلفاتها ونتائجها في الولايات المتحدة، إضافة إلى تكاليف تحرير النصوص المترجمة. وفي عام 1966م، أصدرت اللجنة الاستشارية تقريرا سلبيا عن مشروع الترجمة الآلية، حيث قررت وضع نهاية لجميع بحوث الترجمة الآلية في الولايات المتحدة وفي غيرها من البلدان الأخرى.
وفي نهاية الثمانينات، بدأ ظهور نظم حاسوبية جديدة ومتطورة، منها نظم pc translator من شركة linguistic في تكساس، ونظام power translator متعدد اللغات. ومع مرور السنوات تم إنتاج نظم للعديد من ثنائيات اللغات وتسويقها بنجاح. ومنذ عام 1990م، عادت الترجمة الآلية لتحظى باهتمام الباحثين والمتخصصين في الترجمة الآلية من جديد.
ومع تطور الأبحاث المقدمة في مجال الترجمة الآلية تمكنت بعض الشركات الخاصة من الوصول إلى عدد كبير من المستخدمين للترجمة الآلية وبطرق أكثر تنوعا، منها شبكات الإنترنيت، ومحطات العمل، والحواسيب الشخصية. وتعد شركة سيستران Systran من الشركات الرائدة في هذا المجال بعد تثبيتها نظام (منتيل) الفرنسي. ومنذ ذلك الحين، حظيت أبحاث الترجمة الآلية بدعم من بعض الشركات العالمية مثل فيليبس في هولندا، وسيمنز في ميونيخ. وفي اليابان، ساهمت جميع شركات الإلكترونيات الكبرى تقريبا في تطوير برامج الترجمة الآلية أن تحصل مجددا على الدعم المادي من القطاع العام، وخاصة الأبحاث المتعلقة بالترجمة المنطوقة.
وفي الوقت الراهن، توفر كل من جوجل Google، ومايكروسوفت Microsoft ، صفحة على الإنترنت للترجمة، وتعمل جوجل على تطوير نظام لترجمة الأحاديث الجارية على الأجهزة العاملة وفق نظام أندرويد، وكشفت شركة NTT DoCoMo اليابانية للاتصالات مؤخرا عن جهاز هاتفي يتولى الترجمة الصوتية، على أن Microsoft Research أقدمت على خطوة جعلتها تتقدم على الشركات اللأخرى بأن عرضت النسخة الأخيرة من تكنولوجيا ترجمة الكلام الشفهي.
نظم الترجـمة الآليـة (Machine Translation Systems) وأنـواعها
يمكن تقسيم نظم الترجمة الآلية وفقا للطرق العامة والخاصة المستخدمة في بنائها إلى فرعين رئيسين :
أ- نظم الترجمة الآلية القائمة على قواعد لغوية (Rule-Based MT Systems)
وهي نظم الترجمة الآلية التي تعتمد على أي قاعدة لغوية مبرمجة سواء أكانت هذه القواعد قواعد معجمية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، وتتفرع إلى ثلاثة أنواع :
1. نظم الترجمة الآلية المباشرة : وهي النظم الأولية والبدائية للترجمة الآلية، فقد كانت الترجمة الآلية في بواكيرها تعتمد بشكل أساسي على منهج الترجمة المباشرة. والمراد بالترجمة المباشرة هو: استبدال مفردة بأخرى من قاموس ثنائي اللغة الخاص بالنظام. وتشمل عملية الترجمة المباشرة ثلاث مراحل متتابعة، وهي: التحليل الصرفي، والمقارنة المعجمية، إعادة ترتيب الكلمات في اللغة الهدف.
2. نظم الترجمة الآلية المعتمدة على اللغة الوسيطة : تفترض هذه الطريقة أن يتم نقل النص الأصلي إلى إلى اللغة الهدف بشكل غير مباشر عن طريق تمثيل وسيط، وقد يكون تمثيلا لمعنى النص الأصلي أو تمثيلا للتركيب النحوي له، وتتم الترجمة عندئذ على مرحلتين :
- تحليل النص الأصلي ونقله إلى بنى ونماذج ممثلة في اللغة الوسيطة.
- توليد النص في اللغة الهدف من النماذج الوسيطة الممثلة للغة المصدر.
وتعتبر هذه الطريقة حلاً أفضل على المستوى النظري للتغلب على مشكلات طريقة الترجمة المباشرة التي تعتمد على طريقة الترجمة كلمة بكلمة.
3. نظم الترجمة الآلية التحويلية : يعتمد هذا النطام على منهج النقل أو التحويل، وهو منهج يقوم على ثالث مراحل: التحليل، والتحويل، والتوليد باستخدام بنيتٌين وسيطتٌين لتمثيل مكونات الجمل لكلا النصين المصدر والهدف على حد سواء. وتتم عملية الترجمة حسب هذا المنهج على النحو الآتي :
- التحليل: تقوم نظم الترجمة الآلية بتحليل النص الأصلي وتفكيكه إلى مكونات الجملة الأساسية، ثم تقوم بتحويله إلى اللغة الوسيطة.
- يتم في هذه المرحلة تحويل اللغة الوسيطة المركبة من البنية الوسيطية للغة المصدر إلى بنية البنية الوسيطة المكافئة لها في اللغة الهدف.
- وفي المرحلة الأخيرة، يتم توليد النص النهائي من البنية الوسيطية للغة الهدف.
ووفقا لهذه الطريقة، فإن نظام الترجمة الآلية يعتمد على ثلاثة أنواع من المعاجم، وهي: معجم للغة المصدر، ومعجم للغة الهدف، ومعجم ثنائي اللغة للغة الوسيطة.
ب- نظم الترجمة الآلية القائمة على ذخيرة لغوية (Corpus-Based MT Systems)
يعتمد هذا المنهج على مجموعة كبيرة من ذخائر لغوية مترجمة، ويتم جمع هذه الذخيرة اللغوية من أعمال المترجمين المتمرسين أصحاب الخبرة الطويلة. وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تحتاج إلى أي قواعد لغوية في عملية الترجمة؛ لذلك تعتبر من أنجح الطرق وأسهلها في تصميم نظم الترجمة الآلية. وتشمل هذه الطريقة النظم الآتية:
1. نظم الترجمة الآلية المعتمدة على الأمثلة : وهي نظم مبنية على التناظر بين أزواج من الترجمات. وتعتمد الطريقة الخاصة القائمة
على الأمثلة على بناء قاعدة معلومات لنصوص متقابلة في لغتٌين أو أكثر سبق أن ترجمها مترجمون محترفون. وتشمل هذه النظم النصوص المتقابلة في حروفها وعلامات تنقيطها والمعلومات اللسانية الناجة عن عمليات التحليل الصرفية والقواعد اللغوية والدالالية لكل اللغات المعنية في النظام. ويقوم هذا النظام بالترجمة على أساس المحاكاة والقياس مع ما هو مخزن في قاعدة المعلومات من أمثلة النصوص المترجمة. ويمكن أن تخزن عينات كثًيرة من النماذج المترجمة بين عدد من اللغات المعينة، كما يمكن أن تغطي النماذج أيضا مجالات عديدة من العلوموالمعارف. وتستطيع مثل هذه النظم أن تقوم بتعميم جميع النصوص عند عملية الترجمة كما يمكن أن تقوم بالترجمة بين جميع اللغات المعنية. وتمر عملية الترجمة في هذا المنهج بمراحل ثلاثة :
- التطابق : يقوم نظام الترجمة الآلية بالبحث عن أمثلة مماثلة أو متشابهة في اللغة الهدف.
- التوافق : يختار النظام من بين الأمثلة ما يوافق النص الأصلي في اللغة الهدف.
- إعادة الترتيب : يقوم النظام برتتيب الكلمات والعبارات المترجمة، ومن ثم توليد النص في اللغة الهدف.
2. نظم الترجمة الآلية المعتمدة على الإحصائيات : ظهرت هذه الطريقة التي تعرف بالطريقة الإلحصائية من أجل تحسين أداء نظم الترجمة الآلية القائمة على الأمثلة. وتعتمد هذه الطريقة على جداول إحصائية لكل زوج من اللغات. وهذه الجداول تحتوي على احتمالات لترجمة حروف، وكلمات، وأشباه جمل، وجمل من اللغة المصدر وما يقابلها في اللغة الهدف. وتتم عملية الترجمة من خلال إحداث تقابلات بين مكونات النص المصدر والنص الهدف، وفي حالة وجود ازدواجية في المعاني يتم ترجيح المعنى الأكثر احتمالا في الجداول الإحصائية. ولعل أشهر النظم المعتمدة حاليا على هذه الطريقة نظام جوجل Google.
فهناك نظم متعددة للترجمة الآلية، منها :
- نظام سيستران (Systran (http://www.systranet.com/translate
- نظام جوجل ( Google (http://translate.google.com
- نظام Pc Translator
- ترجم! من شركة صخر (http://translate.sakhr.com/sakhr/MainView.aspx?lang=1)
- نظام المسبار (http://www.old.almisbar.com)
المشــــاكــل والحـــلــول
إن الترجمة الآلية بوضعها الحالي لا تزال قاصرة وهي بحاجة إلى جهود كثيرة من أجل الوصول إلى الترجمة الصحيحة والدقيقة، ولتبيان القصور الذي تعاني منه المترجمات الآلية المتوفرة، فقد أعطيت الجمل التالية إلى مترجم جوجل، فكانت النتائج كالآتي:
مما سبق يتبين أن المترجم الآلى (جوجل) قد فشل في تقديم المعاني الصحيحة والمقبولة وربما يعود سبب ذلك إلى :
1. اعتماد النظام على الترجمة الحرفية.
2. عدم وجود برمجيات تساعد على تحديد مجال النص المراد ترجمته.
3. عدم قدرة النظام على التعامل مع
الفروق اللغوية والتركيبية بين اللغتين العربية والإنجليزية من ترتيب الجمل، واستعمال حروف الجر،
والتطابق بين الفعل والفاعل، أو المبتدأ والخبر، والعدد، والجنس وغيرها من الفروق.
1. القيام بحملة توعية للقيادات السياسية والعلمية والجهات الداعمة للبحث العلمي على أهمية البحث العلمي في حوسبة اللغة العربية وتوجيه الأبحاث نحو التطبيق العملي.
2. تكوين قيادات بحثية في أقسام اللغة العربية ذات خلفية حاسوبية جيدة وفي أقسام الحاسوب ذات خلفيات جيدة باللغة العربية لكي يكون التواصل والبحث العلمي على أتم وجه.
المراجع
١ . مقدمة في الترجمة الآلية للحميدان.
٣ . "الترجمة الآلية بين النظامين الإحصائي والتحويلي: دراسة مقارنة بين (جوجل) و(عجيب) " لمجدي حاج إبراهيم و عائشة رابع محمد، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
٤ . "اللغة العربية والترجمة الآلية- المشاكل والحلول"، أ.د. محمد زكي خضر، الجامعة الأردنية.
٥ . http://www.cnet.com/news/microsofts-new-translation-tech-speaks-chinese-in-your-own-voice/
شكرا على تفصيلاتك عن هذا الموضوع. أستفيد منها كثيرا. بارك الله فيك.
ردحذفSalut, comment allez-vous tous?
ردحذفمشكورين علي التحليل والتوضيح
ردحذف